الفراغ الحكومي يمهّد الطريق نحو انفجار اجتماعي وأمني!
من الصعوبة بمكان توقّع المستقبل القريب للسياسة في لبنان، فما أفرزته الإنتخابات النيابية على مستوى السلطة التشريعية غيّر من شكل الإصطفافات التي كانت قائمة، وبالتالي هناك احتمال كبير لأن يقع لبنان في فراغ على مستوى السلطة التنفيذية بسبب صعوبة الاتفاق على تشكيل حكومة في الوقت المتبقي على استحقاق رئاسة الجمهورية.
إن هذا الواقع يجعل كلفة الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية كبيرة، وبحال كان سعر صرف الدولار قد تعرض الى “طلعات ونزلات” قاسية تزامناً مع النقاش الدائر حول انتخابات رئاسة المجلس النيابي، فإنه معرّض اليوم اكثر من أي وقت مضى لتقلبات حادة بحال وصلنا الى استحقاق تشكيل الحكومة، دون الإتفاق على اسم الرئيس المكلف وشكلها.
وفي هذا السياق ترى مصادر سياسية متابعة أن ما يجري من الممكن أن يكون مقدمة نحو انفجار إجتماعي واسع، وقد يكون مقدمة نحو انفجار أمني أيضاً، نظراً إلى التداعيات الخطيرة التي يتركها الفراغ على كافة المستويات، الأمر الذي قد يمهد الطريق إلى عودة الحديث عن دور المؤسسة العسكرية في الحل السياسي المنتظر، من خلال رفع أسهم قائد الجيش العماد جوزيف عون الرئاسية.
وترى المصادر أن الغموض الذي يلفّ الاستحقاقات في لبنان، وعدم القدرة على الحلّ والربط داخلياً دون تدخل خارجي كامل، يجعلان تدخل مصرف لبنان في سوق النقد غير كافٍ لتحقيق أي استقرار على هذا الصعيد، وبالتالي فإن الإنخفاض الكبير والمفاجىء في سعر صرف الدولار قد لا يستمر طويلاً، ما يمهّد الطريق امام مرحلة جديدة من ارتفاع سعر الدولار، بما يحمل هذا الارتفاع من مخاطر اجتماعية لأن كل ارتفاع جديد سيرفع أسعار السلع أكثر، لأن هذه الأسعار متى ما ارتفعت لا تنخفض مجدداً، وإن انخفضت فلن يكون بنفس مستوى انخفاض سعر الدولار الأميركي.